منتدى
اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم إلى ما تحبه وترضاه، اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه -- اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين -- أصبحنا وأصبح المُلك لله
- إنجيل برنابا.. الشاهد والشهيد- المثنى بن حارثة- القعقاع بن عمرو التميمي- الفضل بن العباس بن عبد المطلب- الـعـلاء بن الحضرمي- العباس بن عبد المطلب- إسلاموفوبيا /الإلحاد- إسلاموفوبيا / الرق- إسلاموفوبيا / السيدة عائشة- إسلاموفوبيا " الحجاب "- أهل الجنة/ الحلقة 1 / مملكة الشيطان- خطوات الشيطان ... الحلقه الثانيه- إسلاموفوبيا / أفيون الشعوب- إسلاموفوبيا " كافر "- المقدمه معنى اسلاموفوبيا-خطوات الشيطان معز مسعود | الحلقة الأولى- واجه اختبار التصميم قبل التشغيل- احجار على رقعه الشطرنج >خاتمة- احجار على رقعه الشطرنج >الحرب العالمية الثانية- احجار على رقعه الشطرنج >تابع الحرب الأهلية في أسبانيا
قائمة الموقع

 
 
 
 
فئة القسم


تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 27


دردشة-مصغرة
200


أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع
  • برامج للجميع
  • وصفات طبية


  • إحصائية


    بحث

     


     


    أهلاً بك, Guest · RSS 2024-05-13, 11:17 PM
    [ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
    • صفحة 1 من%
    • 1
    منتدى » كتب و موسوعات » كتب عامه » - لماذا يحزن الناس (- لماذا يحزن الناس)
    - لماذا يحزن الناس
    محمد_الجندى التاريخ: الأربعاء, 2013-03-20, 10:17 AM | رسالة # 1
    Colonel general
    مجموعة: Administrators
    رسائل: 826
    سمعة: 0
    حالة: Offline

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا يحزن الناس؟
    للكاتب الإسلامي المصري
    سيد مبارك
    تنبيه هام
    مادة هذه الرسالة وحقوق طبعها لكل مسلم سواء للتجارة أو كصدقة جارية شريطة عدم التعديل فيها إلا بأذن من المؤلف وحقوق التأليف باسمه وينتبه لتصحيح ما يقع من أخطاء أثناء الكتابة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
    -----------------------------

    مقدمة الكتاب

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }( آل عمران : 102) .
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (النساء : 1 ) .
    أما بعد .. فأن اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمداً-صلي الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    ثم أما بعد.. أخي القاريء
    في القرن الواحد والعشرين انتشرت الفتن وعم البلاء العباد والبلاد وصار الكثير من خلق الله ينتابهم هموم وغموم وأحزان شتي لا أول لها ولا آخر تعصف بهم في بحر لجي يكاد أن يغرقوا جميعا فيه إلا من رحم ربي.
    والهموم والغموم والأحزان أمراض قلبية مدمرة للكل مباهج الحياة سواء كان المصابين بها علي طاعة الله أو معصيته لأنه لا فرق بين هم وحزن المسلم التقي وبين هم وحزن المسلم العاصي اللهم إلا في طريقة تقبل كل منهما وتكييف نفسه وعلاجها بالأدوية الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله التي تاخذ التائب منهما إلي شاطيء الامان ولو بعد حين مع الثواب الجزيل لصبره وشكره وطاعته
    وأعلم أن الكثير قد كتب عن الحزن وعلاجه ولكن لكل كاتب فكره وأسلوبه ,والناس في اعتقادهم وقوة ايمانهم وطريقتهم في التفكير والتأثر والقبول تختلف أختلافاً جذرياً .
    فقد يتأثر المرء بكلمة يسمعها أو يقرأها , ومن الناس من يتأثر من موقف يراه فيهز وجدانه هزاً فيكون له أبلغ الأثر في تغيير سلوكه من الكلمات التي يسمعها أو يقرأها وهكذا..
    علي أننا نأمل أن تكون رسالتنا هذه ذات فائدة وتأثيراً علي البعض منا ليتجاوز أحزانه وهمومه وتعينه علي بلوغ الطريق للسعادة في الدنيا والآخرة بأذن الله تعالي بما نبينه من مفاتيح قلبية لجلاء أحزانه وهمومه..
    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين

    لماذا يحزن الناس ؟!
    وهل للحزن أسبابا يمكن أن يتحاشاها المرء ولا تؤثر فيه؟
    وأن كان الجواب بنعم فما هي أسهل الطرق وأقواها في الوقاية منه فضلا عن العلاج منه أن وجد؟
    -وسؤال آخر هام هل الحزن له تأثير علي حالة القلب وعلاقته بالله تعالي وأن كان الأمر كذلك فماذا يفعل العبد ليعود إلي حالة السعادة والرضا التي كان عليها قبل أن يحزن؟
    كل هذه الأسئلة وغيرها جديراً بالمرء أن يدرك أجابتها ليكون علي بصيرة من أمره ولا تنزلق قدميه في هوة مالها من قرار فيخسر بسبب حزنه دينه ودنياه!!
    وبادي ذي بدء نقول أن اسباب الحزن كثيره ولكن من أعظمها تأثيرا في كثير من القلوب تنحصر دون حاجة إلي بيان في ضعف الإيمان واليقين بالله تعالي
    يقول ابن القيم في طريق الهجرتين3/ ص74:
    اعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين. ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}* [آل عمران: 139]، وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُن فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}* [النحل: 127]، وقال تعالى: {فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}* [المائدة: 26]، وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}* [التوبة: 40]، فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}* [فاطر: 34]، فحمده على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.
    وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه: ((اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)).
    فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان: فالهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب، فإن كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم. فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز، وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل والجبن والبخل قرينان، فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم، وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه، فالجبن ترك الإحسان بالبدن، والبخل ترك الإحسان بالمال، [وضلع الدين وغلبة الرجال] قرينان، فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره، وإن شئت قلت: إما بحق وإما بباطل من غيره.
    والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}* [المجادلة: 10]، فالحزن مرض من امراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات. ولكن يحمد فى الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته، وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته.اهـ
    ومن ثم ينبغي علي المسلم ان يكون دائما سعيدا ومبتسماً!!
    ولاعجب من قولي هذا ولعل في موعظة ابراهيم بن ادهم رحمه الله لرجل وجده حزينًا تدل علي مانريد ان يفطن إليه القاريء..فماذا قال ايراهيم بن ادهم للرجل.
    - روي أن إبراهيم أبن أدهم وجد رجلاً مهموماً فقال له ياهذا:
    أني سألك عن ثلاثة فأجب... قال : نعم
    قال له : أيجري في هذا الكون شيئاً لا يريده الله ؟
    قال الرجل : كلا ..
    قال له : أينقص من رزقك شيئاً كتبه الله لك ؟
    قال الرجل : كلا ..
    قال له : أينقضي من عمرك شيئاً كتبه الله لك ؟
    قال الرجل : كلا ..
    فقال له : علام الحزن أذن!
    ولا اقصد قطعا ان يكون المسلم قاسي القلب بارداً في مشاعره لايبكي ولا يحزن مما يحزن منه العباد الأتقياء الذين لا تخرجهم احزانهم عن حدود الله تعالي.. كلا , وانما مقصود كلامي عن حزن بعض العباد المتمرد علي القضاء والقدر وضياع تحقيق الشهوات المحرمة في دنياهم الفانية.
    وأريد هنا تسجيل قصة( )كمثال تبين للقاري مقصود كلامنا ثم نعود للسؤال الذي طرحناه سلفاً ...لماذا يحزن الناس؟
    - قال احد الدعاة: كنت في امريكا القي احدى المحاضرات, وفي منتصفها قام احد الناس وقطع عليّ حديثي, وقال: يا شيخ لقن فلانا الشهادتين ،, ويشير لشخص امريكي بجواره, فقلت: الله أكبر, فاقترب الامريكي مني أمام الناس, فقلت له: ما الذي حببك في الاسلام وأردت ان تدخله? فقال: أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات واموال, ولكني لم اشعر بالسعادة يوما من الايام, وكان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي, وكان راتبه قليلا, وكلما دخلت عليه رأيته مبتسما, وأنا صاحب الملايين لم ابتسم يوما من الايام, قلت في نفسي انا: عندي الاموال وصاحب الشركة, والموظف الفقير يبتسم وانا لا ابتسم, فجئته يوما من الايام فقلت له اريد الجلوس معك, وسألته عن ابتسامته الدائمة فقال لي: لانني مسلم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله, قلت له: هل يعني ان المسلم طوال ايامه سعيد, قال: نعم, قلت: كيف ذلك? قال:
    لاننا سمعنا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (عجبا لامر المؤمن, ان امره كله خير, ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له)
    وأمورنا كلها بين السراء والضراء, اما الضراء فهي صبر لله, واما السراء فهي شكر لله, حياتنا كلها سعادة في سعادة, قلت له: أريد ان ادخل في هذا الدين قال: اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
    قال الشيخ الداعية: قلت لهذا الامريكي امام الناس اشهد الشهادتين, فلقنته وقال امام الملأ (أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله) ثم انفجر يبكي امام الناس, فجاء من يريدون التخفيف عنه, فقلت لهم: دعوه يبكي, ولما انتهى من البكاء, قلت له: ما الذي أبكاك? قال: والله دخل في صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات.اهـ
    وهذه القصة تبين لنا بجلاء ان من اعظم اسباب الحزن والهم والغم البحث والهرولة خلف شهوات الدنيا بلا عقل او منطق بحثاً عن سعادة زائفة ..
    ونعود إلي السؤال ..لماذا يحزن الناس؟
    وسؤال آخر كيف نصل للسعادة الحقيقية في الدنيا وماهي سبل ذلك؟
    ---------------
    بادي ذي بدء نقول ان الناس في الأحزان والهموم قسمان:
    القسم الأول : يحزن علي فوات الطاعات وثوابها لشعورهم بالتقصير والعجز والكسل وما أشبه ذلك.
    القسم الثاني: يحزن ويغضب لضياع فرصتهم لنيل شهوات الدنيا وكانوا هم أحق الناس بها , وهي شهوات شيطانية فيها خسران الدنيا والآخرة.
    نعم ..يظن أهل القسم الثاني من الناس ان السعادة الحقيقية في الغني وبعضهم في الشهرة وبعضهم السلطة وهكذا ..
    وكل هذه الأشياء الدنيوية لاتدوم فهي فانية بفناء الدنيا نفسها أي انها سعادة زائفة وسراب يخدع عيون اصحاب القلوب السقيمة العطشي التي اثملها خمر اللذة والشهوة .
    فاصبح اصحابها اسري يتخبطون بين دروبها المظلمة وهمومها التي لا تنقطع ,واحزانها التي تهلك النفوس وتدمي الجراح..
    وهيهات.. هيهات دوام هذه السعادة لانها تؤدي الي اتيان الفواحش والمنكرات والبعد عن الله ومبارزته بالمعاصي وهذا لا ريب دينيًا وصحيًا يؤدي إلي أضرار نفسية وعضوية سيئة قد تهلك المرء ان اهمل سبل النجاة قبل فوات الأوان, ونقيض ذلك تماما يؤدي الي الصحة النفسية وسكينة النفس وراحة البال لقرب المرء من الله ومناجاته له في كل صلاة والقرب منه بذكره وشكره كما لا يخفي وهؤلاء هم اهل القسم الأول الذين لايحزنهم إلا فوات مايزيد حسناتهم ويرفع درجاتهم في جنة الفردوس .
    وقد يقول البعض وكيف ندرك السعادة الحقيقية؟ وهاهي الاجابة في السطور التالية..
    -----------------------------------

    تمت الإضافة (2013-03-20, 10:17 AM)
    ---------------------------------------------
    البحث عن السعادة الحقيقية:
    أن البحث عن السعادة الحقيقية في دنيانا هذه تستحق منا العناء مع الفهم الحقيقي لها وليس كل ما يسعد المرء من زينة الحياة الدنيا هو حقيقة السعادة كما ذكرنا انفا
    قد يقول قائل أن المال يحقق السعادة ..
    أقول قائل ذلك واهم فأن المال لايجلب السعادة وحده البته لأن المال كما هو نعمة علي المرء فهو أيضاً بلية, ولكن لو رزق الله بعض العباد مالاً كثيرا واستخدم بعضه في مرضاة الله وبعضه في الانفاق علي نفقه واهله وما أحله الله له من الطيبات بلا اسراف او سفه فقد جمع الخير كله وكان من السعداء المصلحين.
    كما قال تعالي ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77))- القصص
    وكما قال النبي –صلي الله عليه وسلم-: " دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك " . أخرجه مسلم
    ومن ثم نقول بكل ثقة أن السعادة وراحة البال لا تكون لمن يملك المال أو الجاه أو الحسب والنسب أو مااشبه هذا وذاك, وإنما لابد من راحة القلب والضمير معاً
    وهذا لن يتحقق إلا بطاعة الله تعالي .
    ومن ثم ندرك ان السعادة وجلاء الاحزان في ابتغاه مرضات رب الارباب وان كثرة الاحزان والهموم سببه كثرة المعاصي والاثام كما لا يخفي, وبناء علي ذلك يأتي يقيننا بان سبل السعادة الحقيقية والبعد عن الأحزان بثلاث امور علي الأقل.

    الأمر الأول :القناعة والرضا البداية الصحيحة:
    السعادة الحقيقية في الدنيا تبدأ بالقناعة والرضا بما اعطاك الله تعالي ثم بالزهد في الدنيا وادراك حقيقتها بلا تنطع او غلو..
    فإن وسوس لك الشيطان بعدم الرضا والقناعة فإن النبي يوصيك أن تنظر إلى من هو أسفل منه حتى لا يغرك الشيطان بالله الغرور وترضى بما أتاك الله من رزق وأن كان قليلا لأنها نعمة يتمنها غيرك ممن هو إسفل منه . وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ ً) مسلم في الزهد والرقائق
    وليعلم الباحث عن السعادة الحقيقية في دنياه انه في الدنيا بمنزله المسجون عن الوصول إلى شهوته فكما قال النبي ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) -مسلم
    فإن كنت معدوما وفقيرا فالفقر ليس عيبا لقول النبي (فَوَاللَّهِ لا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) البخاري في الجزية
    -وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ) مسلم في صفة القيامة
    ** وهاهو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أتي يَوْمًا بِطَعَامِهِ فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ وَقُتِلَ حَمْزَةُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ خَيْرٌ مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي-البخاري في الجنائز
    ومن هذه الاحاديث الصحيحة يتبين لنا أن علي الإنسان فقط أن يلتمس البداية الصحيحة ..
    وقطعاً سوف يصل لمأربه من شوق للطاعة وزهد في المعصية , و للوصول لراحة البال والضمير ينبغي ايضا للمرء ان يدرك جيداً قبل الشروع في المعاصي حقيقة الدنيا التي يعيش فيها فهذا كفيل بهدم كثيراً من الثوابت العالقة في نفسه وذهنه ,والتي تودي به للسعي الدءوب لتحقيق أحلامه وأمانيه الدنيوية الخادعة, كالسعي للشهرة للتفاخربين الناس, أو الحصول علي المال من أي طريق ,مما يدفعهم دفعاً إلي نسيان أمر العبادة وهي الغاية من وجودهم في الدنيا كما قال تعالي:
    " ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ ومَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ (58) "- الذريات
    ولذلك قال العلماء كلمات حكيمة وهي :
    انشغالك فيما هو مضموناً لك – من أمر الرزق- ..
    وتقصيرك فيما هو مطلوباً منك – من أمر العبادة ..
    دليل علي انطماس البصيرة فيك .
    , ولا أعني بذلك من يسعى السعي المشروع وطموحاته ايجابية لا تخرج عن حدود الله تعالي, قطعاً لا.. لقوله تعالي : " هُوَ الَذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وإلَيْهِ النُّشُورُ (15) "- الملك

    الأمر الثاني: الأختلاط بأهل السعادة الزائفة ونصيحتهم:

    وهذا السبيل من الخطورة بمكان ولا انصح به إلا لمن يثق بقدرته علي اجتناب المحرم وقدرته علي النصيحة وظبط النفس , لأن مخالطة اصحاب المعاصي لا تأمن لأن النفس بطبيعتها تميل للمعصية لأنها خفيفة , والنصيحة رغم أن العبد مأمور بأدائها لكن قليل هم من يقدرون علي تبليغها بلا شوائب من هوي يصد عن الحق أو شهوة تحرض عليها النفس الأمارة بالسوء فتهلك الناصح وتعمق جرح المنصوح .
    مثال علي ذلك من يري اخيه او جاره او احد من اهله أو غير ذلك يتعاطي الخمر والمخدرات ويريد ان ينصحه عندما وجده يشرب الخمر أو يتعاطي المخدرات.
    أما ان ينصحة وهو مالك لأربه بالحكمة والموعظة الحسنة وأما ان يقدر المدمن الذي يبغي نصحه في تشجيعه علي المحاولة ويعينه علي ذلك نفس الناصح الأمارة بالسوء تحت اعذار اقبح من الذنب نفسه.
    ومثال آخر ذهبت لصديق لك ووجدته يشاهد فيلماً جنسياً خليعاً فاما ان تغلق الجهاز وتنصحه وأما ان تشاهد معه فيغرك الشيطان ويخرس لسانك عن النصح وتقع أسير شهواتك وغرائزك وتدمن معه المشاهدة لضعف ايمانك ويقينك بالله تعالي ..
    ومن ثم نكرر هذا السبيل من الخطورة بمكان ولكن نتائجه الطيبة عندما يحدث القبول تزيد من سعادة المرء وتزيد من إيمانه وقربه من الله و, وأن لم تحدث النصيحة أثرًا فأن فائدتها عظيمة أيضا علي نفس المنصوح الذي يدرك نعم الله عليه ورحمته به إذ انقذه من الغرق مع هؤلاء وهؤلاء فلا يفتر لسانه عن الشكر والحمد.
    وهذه قصة حقيقية تبين لنا دلائل ما ذهبنا اليه والله المستعان.

    مشاركة

     
    ناردين2 التاريخ: الأربعاء, 2013-03-20, 10:21 PM | رسالة # 2
    مجموعة: حذف





    [b]الله ينوووور يا محمد بجد قسم رائع
    ويسلم زوقك فى الاختيار
    [/b]

    مشاركة

     
    محمد_الجندى التاريخ: الإثنين, 2013-04-15, 10:26 AM | رسالة # 3
    Colonel general
    مجموعة: Administrators
    رسائل: 826
    سمعة: 0
    حالة: Offline

    أيها الدعاة ، هل من معتبر ؟؟) )
    في احدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها و اولادها و بناتها في احدى الاحياء و كان المسجد ملاصق لبيتها تماما الا ان الله ابتلاها بزوج سكير .
    لا يمر يوم او يومين الا و يضربها هى و بناتها و اولادها و يخرجهم الى الشارع ، كان اغلب من في الحي يشفقون عليها و على ابنائها و بناتها اذا مروا بها و يدخلون الى المسجد لاداء الصلاة ثم ينصرفون الى بيوتهم و لا يساعدونها بشئ و لو بكلمة عزاء ، و كم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة و بناتها و اولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور ان يفتح لها الباب و يدخلها بعد ان طردها هى و اولادها و لكن لا حياة لمن تنادى ، فاذا تأكدت من انه نام جعلت احد ابنائها يقفز الى الداخل و يفتح لها ، و تدخل بيتها و تقفل باب الغرفة على زوجها المخمور الى ان يستيقظ من سكره و تبدأ بالصلاة و البكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية و المغفرة .
    لم يستطع احد من جماعة المسجد بما فيهم امام المسجد و المؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج السكير و ينصحه ، و لو من اجل تلك المرأة المعذبة و ابنائها لمعرفتهم انه رجل سكير لا يخاف الله باطش له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحى فض غليظ القلب لا ينكر منكرا و لا يعرف معروف و كما نقول بالعامية ( خريج سجون ) فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود اليه .
    الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الاخير من الليل و تتضرع الى الله باسمائه العلى و بأحب اعمالها لديه ان يهدي قلب زوجها الى الايمان ، و اكثر ايامها كانت تدعو له بينما هى و ابناءها تعاني الامرين فلا احد يرحمها من هذا العناء غير الله فلا اخوة و لا اب و لا ام يعطف عليها الكل قد تخلى عنها و الكل لا يحس بها و بمعاناتها فقد اصبحت منبوذة من الجيران و الاهل بسبب تصرفات زوجها .
    في احدى المرات و بينما هى تزور احدى صديقاتها في حى اخر مجاور لهم تكلمت و فتحت صدرها لصديقتها و شرحت لها معاناتها و ما يفعله بها زوجها ببناتها و ابناءها اذا غاب تحت مفعول المسكر ، تعاطفت معها قلبا و قالبا و قالت لها : اطمئني ، سوف اكلم زوجي لكي يزوره و ينصحه و كان زوجها شاباً صالحا حكيماً و يحب الخير للناس و يحفظ كتاب الله و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فوافقت بشرط ان لا يقول له بانها هى التى طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير و يضربها و يطردها من البيت الى الشارع مرة اخرى لو علم بذلك ، فوافقت على ان يكون هذا الامر سر بينهما فقط .
    ذهب زوج صديقتها الى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة و طرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ففتح له الباب فوجده انسان جميل المنظر له لحية سوداء طويلة و وجه يشع من النور و الجمال و لم يبلغ الخامسة و العشرين من عمره و الزوج السكير كان في الاربعين من عمره على وجه علامات الغضب و البعد عن الله عز وجل فنظر اليه و قال له : من انت و ماذا تريد ؟
    فقال له : انا فلان بن فلان و احبك في الله و جئتك زائرا و لم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه و سبه و شتمه و قال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة : لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة ، انقلع عسى الله لا يحفظك انت و اخوتك اللى تقول عليها .
    كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له ان الحى كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة ، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق و قال له : جزاك الله خيرا قد اكون اخطأت و جئتك في وقت غير مناسب و لكن سوف اعود لزيارتك في وقت اخر ان شاء الله ، فرد عليه الزوج السكير انا لا اريد رؤية وجهك مرة اخرى و ان عدت كسّرت رأسك و اغلق الباب في وجه الشاب الصالح و عاد الى بيته و هو يقول الحمد لله الذى جعلني اجد في سبيل الله و في سبيل ديني هذا البصاق و هذا الشتم و هذه الاهانة ، و كان في داخله اصرار على ان ينقذ هذه المرأة و بناتها من معاناتها احس بأن الدنيا كلها سوف تفتح ابوابها له اذا انقذ تلك الاسرة من الضياع .
    فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابه و يطلب من الله ان يعينه على انقذ تلك الاسرة من معاناتها الى الابد ، كان الحزن يعتصر في قلبه و كان شغله الشاغل ان يرى ذلك السكير من المهتدين .
    فحاول زيارته عدة مرات و في اوقات مختلفه فلم يجد الا ما وجد سابقاً حتى انه قرر في احدى المرات ان لا يبرح من امام بيته الا و يتكلم معه فطرق عليه الباب في يوما من الايام فخرج اليه سكران يترنح كعادته و قال له : ألم اطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور و قد طردتك ؟!!فقال له : هذا صحيح و لكنى احبك في الله و اريد الجلوس معك لبضع دقائق و الله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم : من عاد اخ له في الله ناده مناد من السماء ان طبت و طاب ممشاك و تبؤت من الجنة منزلا .
    فخجل السكير من نفسه امام الالحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلاقاه منه و قال له و لكن انا الآن اشرب المسكر و انت يبدو في وجهك الصلاح و التقوى و لا يمكننى ان اسمح لك لكى ترى ما في مجلسى من خمور احتراما لك فقال له : ادخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر و دعنا نتحدث و انت و تشرب خمرك فأنا لم اتي اليك لكى امنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط فقال السكير : اذا كان الامر كذلك فتفضل بالدخول فدخل لاول مرة بيته بعد ان وجد الامرين في عدم استقباله و طرده و ايقن ان الله يريد شئيا بهذا الرجل .
    ادخله الى غرفته التى يتناول فيها المسكر و تكلم معه عن عظمة الله و عن ما اعد الله للمؤمنين في الجنة و ما اعد للكافرين في النار و في اليوم الاخر و في التوبه و ان الله يحب العبد التائب اذا سأله الهدايه ثم تكلم في اجر الزيارة و ما الى ذلك و ان الله يفرح بتوبتة العبد التائب فأذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي ( مرة واحدة ) و اذا سأله العبد المذنب العاصى لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي ( ثلاث مرات ) و كان يرى اسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر و هو ينصت اليه بجوارحه كلها و لم يحدثه عن الخمرة و حرمتها ابدا و هو يعلم انها ام الكبائر و خرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر فأذن له بالخروج على ان يسمح له بين الحين و الحين بزيارته فوافق و انصرف .
    بعد ذلك بأيام عاد اليه فوجده في سكره ، و بمجرد ان طرق الباب عليه رحب به و ادخله الى المكان الذى يسكر فيه كالعادة فتحدث ذلك الشاب عن الجنة و ما عند لله من اجر للتائبين النادمين و لاحظ بان السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس انه اصبح قريبا منه و انه بدأ يكسر اصنام الكؤوس في قلبه شئيا فشئيا ، و ان عدم مواصلته للشرب دليل على انه بدأ يستوعب ما يقال له ، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له و خرج مسرعاً و كان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ .
    فعاد بعد ايام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة اخرى تماما و ان كان في حالة سكر شديدة و لكن هذه المرة بعد ان تكلم الشاب عن الجنة و ما فيها من نعيم اخذ يبكي السكير كالطفل الصغير و يقول لن يغفر الله لى ابدا ، لن يغفر الله لى ابدا و انا اكره المشائخ و اهل الدين و الاستقامة و اكره الناس جميعا و اكره نفسي و اننى حيوان سكير لن يقبلني الله و لن يقبل توبتي حتى و ان تبت ، فلو كان الله يحبني ما جعلني اتعاطى المسكرات و لا جعلني بهذه الحالة و هذا الفسق و الفجور الذى اعيش فيه من سنوات مضت ، فقال له : الشاب الصالح و هو يحتضنه ان الله يقبل توبتك و ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له و ان باب التوبة مفتوح و لن يحول بينك و بين الله احد و ان السعادة كلها في هذا الدين و ان القادم سوف يكون اجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص و ما عليك الا ان تسأل الله مخلصا في طلب الهدايه و الله عز وجل يقبلك و أن قيمته عند الله عظيمة ، و اشار اليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من اصدقائه المشائخ الى مكه المكرمه و عرض عليه ان يرافقهم فقال له : السكير و هو منكسر القلب و لكن انا سكران و اصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي فقال له : لا عليك هم يحبونك مثلي و لا مانع لديهم ان ترافقهم بحالتك الراهنة فكل ما في الامر هو ان نذهب الى مكة المكرمه للعمرة فأذا انتهينا عدنا الى مدينتنا مرة اخرى و خلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا فقال السكير : و هل تسمحون لى ان اخذ زجاجتي معى فأنا لا استغني عنها لحظة واحدة فقال له : الشاب الصالح بكل سرور خذها معك ان كان لابد من اخذها .
    كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جدا جدا رغم خطورة ان يحمل زجاجة الخمر في سيارته و ان يحمل معه شخصا سكيرا و سكران في نفس الوقت فالطريق الى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة و لكنه قرر المجازفة من اجل انقاذ هذه المرأة و ابناءها فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر .
    فقال له : قم الآن و اغتسل و تؤضأ و البس احرامك فخرج الى سيارته و اعطاه ملابس الاحرام الخاصة به على ان يشترى هو غيرها فيما بعد ، فأخذها و دخل الى داخل البيت و هو يترنح و قال لزوجته انا سوف اذهب الى مكة للعمره مع المشائخ فتهللت اسارير زوجته فرحا بهذا الخبر و اعدت حقيبته و دخل الى الحمام يغتسل و خرج ملتفا بأحرامه و هو مازال في حالة سكره و كان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم و لم يصدق ان تأتي هذه الفرصة العظيمة لكى ينفرد به عدة ايام و يبعده عن السكر و اصدقاء السوء فلو افاق فربما لن يذهب معهم او يدخل الشيطان له من عدة ابواب فيمنعه من مرافقته فعندما خرج اليه أخذه و وضعه في سيارته و ذهب مسرعاً به بعد ان اتصل على اصدقائه من الاخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين و الصلاح و التقوى لكى يمر عليهم في منازلهم و يصطحبهم في هذه الرحلة التاريخية .
    انطلقت السيارة باتجاه مكه المكرمه ، و كان الشاب الصالح على مقودها و بجواره السكير و في المقعدة الخلفية اثنان من اصدقائه الذى مر عليهم و اخذهم معه ، فقرأوا طوال الطريق قصار السور و بعض الاحاديث النبويه من صحيح البخارى و كلها في التوبه و في الترغيب و الترهيب بما عند الله من خير جزيل و في فضائل الاعمال ، كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و ( يلخبط ) بها و يكسر فيها كيفما شاء ، و عندما يأتي الدور عليه يقرأونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما اخطأ فيها بدون ان يقولون له انت اخطأت و أنه لا يعقل أن يخطىء احد في الفاتحة ، و هكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات ، و قراوا الاحاديث المختلفه في فضائل الاعمال و هو يسمع و لا يبدي حراك و قبل الوصول الى مكة قرروا الثلاثة الاصدقاء ان لا يدخلوا مكة الا وقد افاق تماما صاحبهم من السكر فقرروا المبيت في احدى الاستراحة على الطريق بحجة انهم تعبوا و يريدون النوم الى الصباح و من ثم يواصلون مسيرهم و كان يلح عليهم بانه بأمكانه قيادة السيارة على ان يناموا هم اثناء قيادته السيارة فهو لن ياتيه النوم ابدا فقالوا له جزاك الله خير و بارك الله فيك نحن نريد ان نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك و أن نقضى اكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض فوافق على مضض و دخلوا احدى الاستراحات المنشرة على الطريق و اعدوا فراش صاحبهم السكير و جعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه فقاموا يتذاكرون اداب النوم و كيف ينامون على السنه كما كان المصطفي عليه الصلاة و السلام ينام و كان ينظر اليهم و و يقلدهم و ما هى الا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق .
    استيقظوا الثلاثة قبل الفجر و اخذوا يصلون في جوف الليل الاخير و يدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول و كانوا يسجدون يبكون بين يدى الله ان يهديه و يرده لدينه ردا جميلا و بينما هو نائم اذا استيقظ و رأهم يصلون قبل الفجر و يبكون و يشهقون بين يدى الله سبحانه و تعالى فدخل في نفسه شئيا من الخوف و بدأ يستفيق من سكره قليلا قليلا ، و كان يراقب ما يفعلوه اؤلئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهى و همومه الثقيلة و خجله الشديد منهم و من الله عز وجل .
    فأخذ يسأل نفسه كيف اذهب مع اناس صالحين يقومون الليل و يبكون من خشية الله و ينامون و يأكلون على سنه المصطفى صلى الله عليه و سلم و انا بحالة سكر ، و تتشابكت الاسئلة في رأسه حتى بدأ غير قادر على النوم مرة اخرى ، بعد فترة من الزمن اذن المؤذن للفجر فعادوا الى فرشهم و كأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم و ماهى الا برهة حتى ايقضوه لصلاة الفجر و لم يعلموا بانه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء فقام و تؤضأ و دخل المسجد معهم و صلى الفجر و قد كان متزنا اكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماما من رأسه فصلى الفجر معهم و عاد الى الاستراحة بصحبه اصدقائه الذين احبهم لصفاتهم الجميلة و تمسكهم بالدين و اكرامهم له و التعامل معه بانسانية راقية لم يرها من قبل .
    بعدها احضروا طعام الافطار و كانوا يقومون بخدمته و كأنه امير و هم خدم لديه و يكرمونه و يسلمون على رأسه و يلاطفونه بكلمات جميله بين الحين و الحين ، فشعر بالسعادة بينهم و اخذ يقارن بينهم و بين جيرانه الذين يقول بأنه يكرههم ، انفرجت اسارير الرجل بعد ان وضع الفطور فتذاكروا مع بعضهم البعض اداب تناول الطعام و الطعام موجود بين ايديهم هو يسمع ما يقال فأكلوا طعامهم و جلسوا حتى ساعة الاشراق فقاموا وصلوا صلاة الاشراق و عادوا الى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحا لكى يتأكدوا من ان صاحبهم افاق تماما من سكره ، و رجع طبيعيا لوضعه الطبيعى فأنفرد بصاحبه قليلا و قال له :
    كيف اخذتني و انا سكران مع هؤلاء المشائخ الفضلاء سامحك الله سامحك الله ، ثم انى وجدت زجاجتي في السيارة فمن احضرها فقال له الشاب الصالح : انا احضرتها بعد ان رايتك مصر على اخذها و انك لن تذهب معنا الا بها فقال له : و هل شاهدها اصحابك فقال له : لا لم يشاهدوها فهى داخل كيس اسود لا يظهر منها شئيا فقال الحمد لله انهم لم يشاهدوها .
    تحركوا بعد ذلك الى مكه و صاحبهم معهم و نفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد ان تحركوا فقرأوا قصار السور و بعض الاحاديث في الترغيب و الترهيب اثناء رحلتهم و لكن لاحظوا هذه المرة انه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل افضل من السابق و خلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلو الى مكة المكرمة و دخلو الى البيت الحرام و كانو يكرمون صاحبهم السكير كرما مبالغا فيه في بعض الاحيان املا في هدايته فطافوا و سعوا و شربوا من زمزم فستأذنهم ان يذهب الى الملتزم فاذنوا له و ذهب امسك بالملتزم و اخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه و يقف بجواره ان اركان الكعبة تهتز من بكاء السكير و نحيبه و ان دموعه اغرقت الساحة المحيطة بالكعبة فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله و يسمع دعائه قيؤمن خلفه كان يئن و صاحبه يئن مثله ، كان منظرا مروعا ان ترى منظر بهذا الشكل ، كان يدعو الله ان يقبل توبته و يعاهد الله ان لا يعود الى الخمرة مرة اخرى و ان يعينه على ذلك ، فلم يكن يعرف من الدعاء غير يارب ارحمنى يارب اسرفت كثيرا فارحمنى انت رب السموات و الارض ان طردتني من باب رحمتك فلمن التجأ ان لم تتب على فمن سواك يرحمنى يارب ان ابواب مغفرتك مفتوحه و انا ادعوك يارب فلا تردني خائبا .
    كان دعائه مؤثرا جدا لدرجه انه ابكى المجاورين له ، كان بكائه مريرا جدا تشعر بان روحه تصعد الى السماء حين يدعو ربه ، كان يبكي و يستغيث حتى ظن صاحبه ان قلبه كاد أن ينفطر ، استمر على هذا المنوال اكثر من ساعة و هو يبكى و ينتحب و يدعو الله و صاحبه من خلفه يبكى معه ، منظر مؤثر فعلا حين يجهش بالبكاء رجلا تجاوز الاربعين و متعلق باستار الكعبة ، و اكثر ما جعله يبكى هو انه كان يقول يارب ان زوجتى اضربها و اطردها اذا غبت في سكري فتب على يارب مما فعلت بها ، يارب ان رحمتك وسعت كل شئ و اسالك يارب ان تسعني رحمتك ، يارب اني اقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين ، يارب ان لم ترحمنى فمن سواك يرحمنى ، يارب انى تائب فاقبلني فقل لي يارب لبيك لبيك لبيك عبدي ، يارب انى اسالك لا تشح بوجهك عنى ، يارب انظر الى فاننى ملات الارض بالدموع على ما كان منى ، يارب انى بين يديك ، و ضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني بها البشر فالبشر ياربي ان سألتهم منعوني و ان رجوتهم احتقروني ، يارب اشرح صدري و انر بصيرتي و اجعل اللهم نورك يغشاني و كره الي حب الخمور ما احييتني يا رب لا تغضب منى و لا تغضب علىّ فكم اغضبتك بذنوبي التى لا تحصى و كنت اعصيك و انت تنظر الي .
    كان صديقه في هذه الاثناء يطلب منه الدعاء له فكان يزداد بكاءه و يقول يارب امن مثلي يطلب الدعاء؟!! يارب انى عصيتك خمس و عشرين عاما فلا تتركني و لا تدعني اتخبط في الذنوب ، يارب انى فاسق فاجر اقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين ، يا رب ان اسالك الهداية و ما قرب اليها من قول او عمل و أنا خاشع ذليل منكسر بين يديك ، يارب ان ذنوبي ملات الارض و السموات فتب على يا ارحم الراحمين و اغفر جميع ذنوبي يارب السموات و الارض ، فيشهق و يبكي و احيانا يغلبه البكاء فلا تسمع الا صوت حزين متقطع من النحيب و البكاء .
    اذن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة و السكير التائب مازال متعلقا باستار الكعبة يبكي حتى اشفق عليه صديقه و اخذه الى صفوف المصلين كى يصلي و يستريح من البكاء ، اخذه معه و هو يحتضنه كأنه أمه او كأنه اباه فصلي ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب و يدخل القشعريرة في اجساد من حوله ، ان دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله و أن دعاء الشاب الصالح قد نفع و اثمر ، و أن دعاء اصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم ، ان الدعاء صنع انسان آخر بين ليلة و ضحاها ، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفا من الله حين احس بحلاوة الايمان ، ان الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجه التى تدله على الهداية ، لقد اشفق عليه اصحابه في هذه الرحلة من بكاءه ، انقضت الصلاة و خرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم و لازالت الدموع تملأ وجهه ، كان احدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر ، و كان متواضعا لدرجة كبيرة جدا لا تراه الا مبتسماً فعندما رأى اقبال صاحبهم التائب الى الله زاد في اكرامه و بالغ و آصر الا ان يحمل حذاء ذلك التائب الا هو و ان يضعه تحت قدميه عند باب الحرم ، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدره اشئياء لا يعلمها الا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف.
    و فعلا حمل حذائهُ مع حذائه و خرج به الى خارج الحرم و وضعهما في قدميه و هو فرح بما يقوم به ، استاجروا فندق مطل على الحرم ، و جلسوا به خمسة ايام و كان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات و يمسك بالملتزم و يبكى و يبكى كل من حوله ، و في الليل كان يقوم الليل و يبكى فتبكى معه الاسرة و الجدران ، و لا تكاد تراه نائما ابدا ففي النهار يبكى في الحرم و في الليل قائما يصلي و يدعو الله بصوت يملؤه البكاء ، و بعد ان مضت رحلتهم عادوا الى مدينتهم و هم في طريق العودة طلب من صديقه ان يوقف السيارة قليلا فاوقفها بناء على طلبه فاخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الاسود امام صديقه و مرافقيه و سكب ما فيها و قال لهم اشهدوا على يوم الموقف العظيم انى لن اعود اليها ثانية و اخذ يسكب ما فيها و هو يبكى على ذنوبه التى ارتكبها و يعدد ما فعله باسبابها و كانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع و تحشر كلمات تنطق من اعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع ابلغ من لغة الكلام فبكوا .
    و تحركوا بعد ذلك و هم يبكون مثله ، و بدأ الصمت يختلط بالنحيب و بدأ البكاء يختلط بالبكاء ، و قبل ان يصلوا الى مدينتهم قالوا له : الان تدخل الى بيتك متهلل الوجه عطوفا رحيما بأهلك و اعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الابناء و الزوجة بعد أن من الله عليه بالهداية و ان يلزم جماعة المسجد المجاور له و ان يتعلم امور دينه من العلماء الربانين ، فالله عز وجل يقبل توبه التائب و يفرح بها و لكن الاستمرار على الهداية و التوبة من موجبات الرحمة و الهداية فكان يقول و الله لن اعصى الله ابدا فيقولون له ان شاء الله و الدموع تملأ اعينهم .
    وصل الى بيته و دخل على زوجته و ابنائه و بناته و كان في حال غير الحال التى ذهب بها لم تحاول الزوجه ان تخفى فرحتها بما شاهدته فاخذت تبكى و تضمه الى صدرها و اخذ يبكى هو الاخر و يقبل رأسها و يقبل ابنائه و بناته واحدا تلو الاخر و هو يبكي ، و ماهى الا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له و بدأت علامات الصلاح تظهر عليه فأصبح ذو لحية ناصفها البياض و بدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة و السرور و بدأ كأنه مولود من جديد .
    استمر على هذا الحال فترة طويلة ، فطلب من امام المسجد ان يساعد المؤذن في الاذن للصلاة يوميا فوافق و اصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد ان انتقال المؤذن الرئيسي الى الرفيق الاعلى ، و بدأ يحضر حلقات العلم و الدروس و المحاضرات بالمسجد ثم قرر ان يحفظ القران فبدأ بالحفظ فحفظه كاملا عن ظهر قلب و خلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره بأستمرار و يعرفه على اهل الخير و الصلاح حتى اصبح من الدعاة الى الله و اهتداء على يديه العديد من اصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى ، و اصبح امام للمسجد المجاور له و لا يزال بحفظ الله و رعايته الى يومنا هذا من الدعاة و اماما لمسجد الحى .9اهـ

    تمت الإضافة (2013-03-25, 2:53 PM)
    ---------------------------------------------
    الأمر الثالث: التفقه في الدين:

    ولا ريب ان التفقه في الدين لامر في غاية الأهمية للمسلم لماذا؟
    لان التفقه في الدين يعين العبد علي فهم ظروفه واحواله ويكيف حياته تبعاً لذلك فلا يحبطه امراً أن فاته ولا يحزنه ولايغرق في التمني لنيله لأن التفقه في الدين يحفظه من الزلل ويعينه علي الصبر والرضا لأدراكه ان ما اصابه ماكان ليخطئه وما أخطئه ما كان ليصيبه انماا هو قضاء الله وقدره .
    قال تعالي:
    وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59-
    -وفي الصحيح عن أبي حفصة قال قال عبادة بن الصامت لابنه "يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني .(صحح الألباني إسناده في المشكاة ( 94 ) )
    والمسلم عنده يقين بان ما أصابه ويصيبه من شيء مع الأخذ بالاسباب والتوكل علي رب الأرباب مقدوراً عليه والله يعلمه وهو عادل لا يظلمه وانما الظلم منه ونفسه الامارة بالسوء كما قال تعالي:
    (إنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44 ) –يونس

    وكذلك العلم الشرعي يُعلم العبد كيفية التوكل علي الله تعالي واليقين به وإخلاص العبودية له في الأقوال والأعمال,وهذه قطعاً من صفات المخلصين المؤمنين بالله حقاً , ومن ثم يعجز الشيطان وأعوانه من الأنس والجن من الوصول لقلبه وبث الحزن والهموم والغموم واليأس من رحمة الله فيه .
    لماذا؟
    لان الله تعالي حرم علي الشيطان النيل والتلبيس للقلوب المخلصة في عبادتهم له المتوكلين عليه المؤمنين بعدله وقضائه وأنه لا يخفي خافية في الأرض ولا في السماء وأن مايكون وسيكون بعلمه جل وعلا.
    قال تعالي( قالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) )-الحجر

    وفضل العلم الشرعي والحث عليه ذكر في كثير من الآيات والاحاديث من ذلك:
    - قال تعالى : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {114} } ( طه 114 )- وقال تعالى :{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282} } ( البقرة 282 )

    - ومن السنة الصحيحة قول النبي –صلي الله عليه وسلم:" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " (أخرجه الترمذي في العلم (2646) ومسلم في الذكر والدعاء (2699)
    -ويقول سيدنا على : زاحموا العلماء بالمناكب فإن رحمة الله لا تفارقهم
    -وقال أيضاً ( العلم نهر والحكمة بحر فالعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرون .
    - وكان سيدنا ابن مسعود إذا رأى طلاب العلم يقول : مرحباً بمصابيح الظلمة وينابيع الحكمة .
    وما أجمل قول القائل:
    العلم يحيي القلوب الميتة كما تحيا ... البلاد إذا ما مسها مطر
    والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه ...كما يجلي سواد الظلمة القمر
    والحاصل أن تعلم العلمالشرعي من السبل العظيمة الجالبة للسعادة والراحة والسكينة للعبد أن أستفاد منه وعمل بما علم ولايكون من الذين قالوا سمعنا وعصينا بل يقول قول الحق تبارك وتعالي:
    (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) )-البقرة
    ومن ترك العلم والسعي إليه فقد ضل السبيل لطريق الحق والرشاد الجالب للسعادة الروحية والنفسية لطريق الشقاء والضلال الذي قوامه طاعة الشيطان ومعصية الرحمن.

    تمت الإضافة (2013-04-09, 10:29 AM)
    ---------------------------------------------

    مفاتيح السعادة وجلاء الأحزان


    أن من أعظم الوسائل الشرعية التي تعين العبد علي السعادة وجلاء أحزانه وهمومه الألمام التام بمفاتيح السعادة االتي تجمع له خير الدنيا والآخرة وتفتح قلبه ليحصد ثمارها وينعش نفسه التواقة لعبيرها ومباهجها , وهذا خلاصة ومعني ما ذكرناه سلفًا علي صفحات هذا الكتاب, وطريقنا لبيان هذه المفاتيح يدل عليه قول النبي –صلي الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح" عند الله خزائن الخير و الشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر و ويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير . "- انظر حديث رقم : 4108 في صحيح الجامع .
    يقول ابن القيم في كتابه القيم حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح مانصه:
    قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور كما قال مفتاح الصلاة الطهارة ومفتاح الحج الإحرام ومفتاح البر الصدق ومفتاح الجنة التوحيد ومفتاح العلم حسن السؤال حسن الإصغاء ومفتاح النصر والظفر الصبر ومفتاح المزيد الشكر ومفتاح الولاية المحبة والذكر ومفتاح الفلاح التقوى ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة ومفتاح الإجابة الدعاء ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب ومفتاح حصول الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى ومفتاح العز طاعة الله ورسوله ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الأمل"
    وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم وهو معرفة مفاتيح الخير والشر لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه كما جعل الشرك والكبر والأعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحا للنار وكما جعل الخمر مفتاح كل إثم وجعل الغنى مفتاح الزنا وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب والعشق وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان وجعل المعاصي مفتاح الكفر وجعل الكذب مفتاح النفاق وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله وجعل الأعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة
    وهذه الأمور لا يصدق بها إلا كل من له بصيرة صحيحة وعقل يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من الخير والشر فينبغي للعبد أن يعتني كل الإعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح له والله ومن وراء توفيقه وعدله له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون.اهـ

    قلت:فكن أخي المسلم..أختي المسلمة من أهل الخير والفضل بالعمل بهذه المفاتيح لجلب البهجة والسعادة علي القلب و النفس معاً ,وفي نفس الوقت تشيع بثمارها وعبيرها قلوباً محرومة منها من أهل الشقاء والأحزان لقسوة القلب وإتباع الهوي الذي يصد عن الحق ومن يدري لعل يكون الواحد منا سبباً في هداية قلب من هذه القلوب الغافلة عن مفاتيح السعادة الشرعية و نجاته وفلاحه والله المستعان.

    تمت الإضافة (2013-04-15, 10:26 AM)
    ---------------------------------------------
    -مفتاح الطمئنينة والسكينة ذكر الله


    لاريب أن النفس تطمئنُّ إلى ما يطمئِنُّ إليه القلب، والقلب يطمئن بذِكْر الله؛ كما قال - تعالى -: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28].
    ومِن ثَمَّ، لا مندوحة من كَثْرة الذِّكر؛ لِمَا له من الفوائد العظيمة في صَلاح النَّفس والقلب معًا فضلاً عن جلاء الأحزان
    وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم sad قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ' وأنا معه إذا ذكرني ' فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ' وإن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم ) -أخرجه البخاري ومسلم)
    فعليك أخي المسلم بالأذكار المختلفة في ذهابك وآيابك ' في الصباح والمساء ' لا تغفل عن ذكر الله ولا يفتر لسانك عن التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل فإن ذلك من علامات حياه القلوب لأن القلب الذي لا يذكر الله قلب ميت كما قال صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت ) أخرجه البخاري ( 11/ح6407/فتح )
    واعلم - أخي القارئ - أنَّ الذَّاكر لله تعالى قريبٌ من ربِّه والقريب من الله في جَناب رَحْمته وكرَمِه، تَستغفر له ملائكتُه، ، وتَسْمُو نفْسُه بِقُربِها من الله تعالى ولاشك أن السعيد من يكون قريباً من الله تعالي والشقي هو البعيد عنه-جل وعلا-.
    قال النوويُّ في كتابه "الأذكار" (1/ ص 10) ما مُختصَره:
    "الذِّكر يكون بالقلب، ويكون باللِّسان، والأفضل منه ما كان بالقَلْب واللِّسان جميعًا، فإنِ اقتصر على أحدِهِما فالقلب أفضل، ثُمَّ لا ينبغي أن يَتْرك الذِّكر باللِّسان مع القلب؛ خوفًا من أن يُظَنَّ به الرِّياء، بل يَذْكر بهما جميعًا، ويقصد به وَجْه الله تعالى".
    وقال ابن القيِّم - رحمه الله تعالى - في "الوابل الصَّيِّب من الكَلِم الطيِّب"، (1/ ص56) عن فوائد الذِّكر ما مُختصَرُه:
    "ولا ريب أنَّ القلب يَصْدأ كما يصدأ النُّحاس والفِضَّة وغيرهما، وجِلاؤه بالذِّكر، فإنه يَجْلوه حتى يَدَعَه كالمِرْآة البيضاء، فإذا ترك صَدِئ، فإذا ذكَر جلاه.
    مَن كانت الغفلةُ أغلبَ أوقاته كان الصَّدأ مُتَراكبًا على قلبه، وصدَؤُه بحسب غفلته، وإذا صَدِئ القلب لم تَنْطبع فيه صُوَر المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحقِّ، والحقَّ في صورة الباطل؛ لأنَّه لَمَّا تراكَم عليه الصَّدَأ أظْلَمَ فلم تَظْهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسودَّ ورَكِبه الرَّان، فسَد تصَوُّره وإدراكه، فلا يَقْبل حقًّا ولا يُنْكِر باطلاً، وهذا أعظم عقوبات القلب.
    وأصل ذلك من الغفلة واتِّباع الْهَوى؛ فإنهما يَطْمِسان نور القلب ويعْمِيان بصَره؛ قال - تعالى -:[color=purple] { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28].

    فإذا أراد العبد أن يَفْتدي برجل فَلْينظر: هل هو من أهل الذِّكر أو من الغافلين؟ وهل الحاكِمُ عليه الهوى أو الوحي؟
    فإن كان الحاكم عليه هو الْهَوى وهو من أهل الغَفْلة، كان أمره فرُطًا، ومعنى الفرُطِ قد فُسِّر بالتضييع؛ أيْ: أمْرُه الذي يجب أن يَلْزَمَه ويقوم به، وبِه رشْدُه وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفُسِّر بالإسراف؛ أيْ: قد أفرط، وفُسِّر بالإهلاك، وفُسِّر بالخلاف للحقِّ، وكلها أقوال متقارِبَة، والمقصود أنَّ الله - سبحانه وتعالى - نَهى عن طاعة مَن جَمَع هذه الصِّفات.
    فينبغي للرَّجل أن ينظر في شيخه وقُدْوته ومَتْبوعه، فإنْ وجَده كذلك فلْيبْعد منه، وإنْ وجَدَه ممن غلب عليه ذِكْر الله - عزَّ وجلَّ - واتِّباع السُّنة، وأمره غير مَفْروط عليه، بل هو حازم في أمره - فلْيَستمسك بِغَرْزِه، ولا فرق بين الحيِّ والميت إلاَّ بالذِّكر، فمَثَل الذي يَذْكر رَبَّه والذي لا يذكر ربَّه كمثَل الحيِّ والميت.
    ثم ذكر - رَحِمَه الله تعالى - عشرات من فوائد ذِكْر الله تعالى، والتي فيها صلاحُ القلوب والنُّفوس، نَذْكر بعضها هنا، والله المستعان:
    1- أنَّه يَطْرد الشَّيطان ويقمعه ويكسره.
    2- أنه يُرْضي الرحمن - عزَّ وجلَّ.
    3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
    4- أنه يَجْلب الرِّزق.
    5- أنه يكسو الذَّاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
    6- أنه يورثه المَحبَّة التي هي رُوح الإسلام وقُطْب رحَى الدِّين، ومدار السعادة والنَّجاة، وقد جعل الله لكلِّ شيء سببًا، وجعل سبب المَحبَّة دوام الذِّكر، فمن أراد أن يَنال مَحبَّة الله - عزَّ وجلَّ - فلْيَلْهَج بذِكْره؛ فإنه الدَّرس والمذاكرة كما أنه باب العلم، فالذِّكْر باب المَحبَّة وشارعها الأعظم وصِرَاطها الأقوم.
    7- أنَّه يورثه المراقبة حتى يُدْخِله في باب الإحسان، فيَعْبد الله كأنَّه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذِّكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.
    8- أنه يورثه الإِنَابة، وهي الرُّجوع إلى الله - عزَّ وجلَّ - فمتَى أكثر الرُّجوع إليه بِذِكْره أورَثَه ذلك رجوعَه بقلبه إليه في كلِّ أحواله، فيَبْقى الله - عزَّ وجلَّ - مَفْزَعَه وملجَأَه، ومَلاذَه ومَعاذَه، وقِبْلةَ قلْبِه، ومَهْرَبه عند النوازل والبلايا.
    9- أنَّه يورثه الهيبة لربِّه - عزَّ وجلَّ - وإجلالَه؛ لشدَّة استيلائه على قلبه، وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل، فإنَّ حجاب الهيبة رقيقٌ في قلبه.
    10- أنَّه يورثه ذِكْرَ الله تعالى له؛ كما قال - تعالى -: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة: 152]، ولو لم يكن في الذِّكر إلاَّ هذه وحدها لكَفى بها فضلاً وشرفًا، وقال - صلَّى الله عليه وسلم - فيما يَرْوِي عن رَبِّه - تبارك وتعالى -: ((مَن ذكَرَني في نفْسِه ذكرتُه في نفسي، ومن ذكَرني في مَلأٍ ذكَرْتُه في ملأٍ خير منهم)).

    مشاركة

     
    منتدى » كتب و موسوعات » كتب عامه » - لماذا يحزن الناس (- لماذا يحزن الناس)
    • صفحة 1 من%
    • 1
    بحث:

    ليس بالضرورة أن كل المواد المنشورة تعبر عن رأى الموقع , فلا يتحمل الموقع أي مسؤولية أدبية أو قانونية تجاه هذه المواد.
     
    ولا تنس أخي المسلم أن الدال على الخير كفاعله فنرجو ذكر المصدر